الصدمات وأثرها على الصحة الجسدية والنفسية وسير الحياة وكيفية التخلص منها بتمارين التنفس التأملي

Table of Contents

عندما تهز الصدمات أركان حياتنا

تخيل للحظة أنك تعيش حياتك بشكل طبيعي، وفجأة يقع حدث مفاجئ ومخيف ومهدد، يقلب حياتك رأسًا على عقب، هذا هو واقع الصدمة، التي تنتج عن مواقف صادمة تؤدي إلى تدمير الانسجام الطبيعي للجسد والعقل والشعور، في هذه المقالة، سنغوص في أعماق الصدمات، ونستكشف أنواعها المختلفة، وتأثيرها على صحتنا الجسدية والنفسية وسير حياتنا، كما سنتعرف على كيفية التخلص من الصدمات باستخدام تمارين التنفس التأملي، بإرشادات المدربة فاطمة الكتبي، الأخصائية المتقدمة في العلاج التنفسي والكوتشينج.

ما هي الصدمة وكيف تؤثر علينا؟

الصدمة هي حدث أو موقف مفاجئ ومخيف ومؤذٍ ومهدد، يؤدي إلى تدمير وإزالة الانسجام الطبيعي للجسد والعقل والشعور، عندما نتعرض لصدمة، يتم تخزين الحدث على المستوى الفكري والعاطفي والجسدي بشكل لاواعي، مما يؤدي إلى الانفصال عن الواقع وخلق اضطراب وضغط وإجهاد غير طبيعي. تؤثر الصدمات على تفاعلنا مع الحاضر، حيث تبقى آثارها عالقة في أذهاننا وأجسادنا، حتى بعد انتهاء الحدث الصادم، يمكن أن تؤدي الصدمات إلى مجموعة من الأعراض، مثل الذكريات المتكررة للحدث، والكوابيس، والقلق، والاكتئاب، وحتى الأعراض الجسدية مثل الألم المزمن واضطرابات النوم.

أنواع الصدمات: من الكوارث الطبيعية إلى التغيرات الحياتية

هناك أنواع مختلفة من الصدمات، وكل منها يمكن أن يكون له تأثير عميق على حياتنا، فهناك الصدمات الطبيعية، التي تشمل الكوارث مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والبراكين، هذه الأحداث المدمرة يمكن أن تترك ندوبًا عاطفية وجسدية على المتضررين منها. كما يوجد نوع آخر من الصدمات، وهو

الصدمة الانتقالية، تحدث هذه الصدمة عندما نواجه تغييرًا كبيرًا في حياتنا، مثل الانتقال إلى مكان جديد، أو فقدان وظيفة، أو دخول مرحلة جديدة في الحياة، هذه التغييرات، على الرغم من أنها قد لا تبدو صادمة للوهلة الأولى، إلا أنها يمكن أن تخلق اضطرابًا وضغطًا كبيرًا في حياتنا. وأخيرًا، هناك صدمة ما بعد الصدمة

(PTSD)، وهي نوع من الصدمة النفسية التي تحدث بعد تجربة مروعة، مثل التعرض للعنف أو الحوادث المؤلمة، يمكن أن يكون لهذا النوع من الصدمات تأثيرات طويلة الأمد، تشمل الذكريات المتكررة للحدث، والكوابيس، واستمرار العيش في حالة تأهب وتوتر مستمر.

الآثار الجسدية والنفسية للصدمات

تترك الصدمات آثارًا عميقة على صحتنا الجسدية والنفسية، فعلى المستوى الجسدي، يمكن أن تؤدي الصدمات إلى اضطرابات في الجهاز العصبي، وتغييرات في كيمياء الدماغ، وحتى اضطرابات في وظائف الجسم المختلفة، قد يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للصدمات من أعراض مثل آلام الظهر المزمنة، واضطرابات الجهاز الهضمي، وصعوبات في النوم.

أما على المستوى النفسي، فيمكن للصدمات أن تؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات العاطفية والسلوكية، قد يعاني الأشخاص من القلق والاكتئاب والتوتر المستمر، كما يمكن أن تؤثر الصدمات على علاقاتهم الشخصية وتفاعلهم الاجتماعي، حيث يميلون إلى الانسحاب والعزلة.

كيف تؤثر الصدمات على سير حياتنا؟

الصدمات لا تؤثر فقط على صحتنا الجسدية والنفسية، بل يمكن أن تترك بصماتها على سير حياتنا بأكملها، فالأشخاص الذين يعانون من الصدمات قد يجدون صعوبة في التركيز والإنجاز في العمل أو الدراسة، مما يؤثر على أدائهم وتقدمهم المهني. كما يمكن أن تؤثر الصدمات على علاقاتنا الشخصية وتفاعلاتنا الاجتماعية، قد يجد الأشخاص صعوبة في الثقة بالآخرين وبناء علاقات صحية، أو يميلون إلى الانسحاب والعزلة، مما يؤثر على شبكة دعمهم الاجتماعي وشعورهم بالانتماء.

التنفس التأملي: مفتاح التحرر من الصدمات

على الرغم من التأثيرات العميقة للصدمات، إلا أن هناك أملاً في التعافي والتخلص من آثارها السلبية، وهنا يأتي دور التنفس التأملي، كأداة فعالة لمواجهة الصدمات وتعزيز الشفاء الجسدي والنفسي. يعمل التنفس التأملي على تهدئة الجهاز العصبي وتنظيم استجابة الجسم للتوتر، من خلال التركيز على أنفاسنا وممارسة تمارين التنفس العميق والواعي، يمكننا تحرير أجسادنا وعقولنا من قبضة الصدمات. كما يساعد التنفس التأملي في تعزيز الوعي الذاتي والتواصل مع مشاعرنا وأحاسيسنا الداخلية، من خلال الملاحظة الواعية لأفكارنا ومشاعرنا، دون إصدار أحكام، يمكننا تطوير فهم أعمق لأنفسنا وبناء المرونة في مواجهة التحديات.

دور الكوتشينج في التعامل مع الصدمات

بالإضافة إلى التنفس التأملي، يلعب الكوتشينج دورًا مهمًا في مساعدة الأشخاص على التعامل مع الصدمات وتجاوزها، من خلال العمل مع مدرب محترف، مثل المدربة فاطمة الكتبي، يمكن للأشخاص الحصول على الدعم والتوجيه اللازمين لرحلة شفائهم. يساعد الكوتشينج الأشخاص على تحديد أهدافهم وتطوير استراتيجيات فعالة للتغلب على التحديات الناتجة عن الصدمات، كما يوفر بيئة آمنة وداعمة للتعبير عن المشاعر والأفكار، وتعلم مهارات جديدة للتأقلم والنمو. في الختام، تعد الصدمات تحديًا كبيرًا يمكن أن يؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية وسير حياتنا، ولكن مع الوعي والدعم المناسبين، يمكننا التغلب على آثارها السلبية والتحرر من قيودها. من خلال دمج تمارين التنفس التأملي في حياتنا اليومية، وطلب المساعدة من المتخصصين مثل المدربة فاطمة الكتبي، يمكننا بناء المرونة والصمود في مواجهة الصدمات، فلنتذكر دائمًا أن لدينا القوة الداخلية والقدرة على الشفاء والنمو، حتى في أصعب الأوقات.